السبت، 21 يناير 2017

الفجرُ النازف !




قلتُ لها : 

يشربنَ نخبَ خافقي دماً .. 
ويطُفْنَ حولَ جسدي الملفوفِ .. 
بأكفانِ الخريفِ العابقِ .. 
بمسكِ النّارِ ..
المُضمّخِ بالحنّاءِ .. 
المُكحّلِ بالأخضرِ كعيونِ عذراء .. 

أيُّها الجسدُ المُسجّى .. على رُبى القرى المنكوبةِ .. 
كملاك
 يرقبُ الفجرَ النّازف .. 
من مدائنِ الموتِ والجّهلِ .. 

حَلِّق في المعالي .. فمأواكَ السّماءُ. 
اخفض جناحيكَ .. أُلجم صهيلَ الأعاصير .. 
واكْبَح رياحَ الوساوسِ التي تمورُ في الصّدور .. 

يا ابنَ النّارِ .. 
هذي بلادي حقولُها مبذورةٌ بالحُمقِ .. 
بالجهلِ .. بالضلال .. 
تطرحُ كلَّ يومٍ قتلى وأراملَ .. 
وأطفالاً يقرؤونَ حروفاً سقتها الدّماء .. 
ويرسمونَ أزمنةً حمراء .. 
ورجالاً على صورةِ غُراب .. 
وعيوناً عمياء .. 
وأكواخَ عذاب .. 
وشمساً سوداء 
تُشرقُ من موانئِ اليأسِ
 ترقبُ أوطاناً صارت أطلالْ .. 

د.ع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق