الاثنين، 16 يناير 2017

خارجَ الكونِ ..



قلتُ لها :

هذا النّبضُ الذي أُصغي إليهِ لا يمنحُني فرصةً للهرب ، حينَ يلامسُ روحي تزدحمُ فيها الأوهام والأحلام ، وتستيقظُ جراحٌ لا تنام .

هذا النّبض يستدعي إلى مخيلتي مشاهدَ عجيبةً : أسرابا من الأطفالِ الرّاحلين ، وجوعى وذئابايشقُّ عواؤها صمتَ الظّلام ، لا أرى ضوءاً سوى ذلك الضوء الذي يأتيني من عيونِ الحيواناتِ الضّالة في خرائبِ الأمكنة .

هذا النبضُ يا سيّدتي يُشبهُ صرخةَ العابرينَ إلى الضّياع ، وكأنّهُ أنفاسٌ تعبتْ من كثرةِ البحثِ عن مصابيحَ تُنقذُ المُدنَ من همجيّةِ القبائل .

هذا النّبضُ لا يتركني أنامُ  بهدوء ، يأتيني كإيقاع ( الجاز ) بأنغامٍ شرقيّة ، والمسرحُ خيمةٌ شرقيّةٌ ، والفرقةُ أقزامٌ تعزفُ على الوترِ بسكينٍ مثلوم .

هذا النّبضُ يأتيني كنُعاسٍ لا يُفارقُ المآقي كأنّهُ العرب في كهوفهم السّحيقة ، يستيقظونَ بعدَ ألفِ عام ثمَّ يقولون : كأنّنا غفونا ساعةً أو بعضَ ساعة ، وحينَ يقرؤون صحفَ الصّباح يعلمونَ أنّهّم خارجَ هذا الكون .. 

د.ع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق