قلتُ لها :
أحملُ في داخلي صمتي ؛ لأنّي لا أُجيدُ الصُّراخ ، كُلُّ مشاعري غارقةٌ في عُزلتها ، لا أستطيعُ أن أفعلَ شيئاً سوى الانتظار على حافة الخراب الذي لم يكتمل .
ما زلتُ مُحاصراً بينَ العقلِ والنّقلْ ، أحاولُ أن أحررَ أيامي من البكاء ، أحاولُ أن أحرر عقلي من أشباه الأسماء ، وأحاول أن أحرر جسدي من هذا الشّلل الأبدي ، غير أن الدماءَ ترفضُ أن تتدفّق في شرايينِ هذا الجسد .
هل أبني لهم خياماً في تخومِ الفجر ؟ هل أشقُّ لهم طريقاً للهواءِ ، هل أفتح لهم نوافذَ الضّحى لعلّهم يعبرونَ هذا الغسق ؟
ها هم يحملونَ بيدٍ عصا التّعصُّب وبيدٍ يحملونَ عصا الدّين ، وهناك على ضفاف النّهار تتدحرجُ رؤوسٌ مقطوعةٌ وأصابعُ تنزفُ دماً تخطُّ على الأرضِ : هذا الخرابُ كانَ يوماً للشّمسِ وطنا .
د.ع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق