الاثنين، 16 يناير 2017

دماءٌ .. تتراقصُ مع المطرِ ..




قلتُ لهم :

لا تنظروا إلى الدماءِ التي ترقصُ مع المطرْ  ، ولا تنظروا إلى الأحلامِ المذبوحةِ كالعصافير ، تابعوا السّهر ، فللنبيذِ طعمٌ مختلفٌ في الشّتاء ، وللموتِ لونٌ مختلفٌ في المساءْ ، ولا تنتظروا الغَد ؛ فهو لن يأتي .

لا فرقَ بينَ من هو عميقُ الإيمانِ ، ومن هوَ عميقُ الكُفرِ ؛ فكلاهما يقتلُ ، وكلاهما يرى الدَّمَ يبكي ، وكلاهما يسكنُ كلَّ الجهات ، الأول بيدهِ كتابْ والآخرُ في فمهِ سيجار .

بدأتُ أختبرُ الجذور بعينينِ دامعتين ، وصرتُ أسألُ نفسي : لمَ باتت الجذورُ أشواكاً ؟ ولمَ باتَ الشّجرُ يطرحُ قتلى ؟ .

هذا العمرُ يا حبيبةُ ينهملُ على كتفيكِ كأنَّهُ دموعٌ حارقةٌ ، تبوحُ بأسرار السّنوات وأسرارِ الأحداث التي تتمطّى في بلادي مثلَ السّنينِ العجاف .

من كُلِّ الجّهات يزحفون كالأفاعي ، يندفعون كوحوش الأساطير ، يحلمونَ بنبيذِ هذهِ الأرضْ وحليبها حتى لو كانَ أسودَ .

هذا الزّمنُ يُفرِّغُ سمومهُ في جسدي ، وفي جسد الوطنْ ، لا أرى إلّا حوافرَ التّخلُّفْ تجوسُ خرائبَ الحُروب ، وهذا الصّباح يُلملمُ ما تبقّى منهُ ، ويأمر الشّمسْ أن تُغادرْ المكانْ .

د.ع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق