الجمعة، 13 يناير 2017

وطنٌ .. نخونهُ كلَّ يومٍ ..


قلتُ لها : 

مشاعري باردةٌ .. 
كنهرٍ مُصابٌ بالزُّكام .. 
كسحابةٍ تتمطّى ..
في ليلةِ صقيعٍ ساخنة .. 

لم أعد أُحسُّ بالأشياءِ من حولي .. 
حتى لُفافةُ التّبغِ بينَ يديّ باردةٌ .. 
والمرأةُ بينَ أحضاني باردةٌ .. 

حُروفي لم تعُد متماسكة .. 
كأنّها قبائلُ عربيّة متصارعة .. 

خُطايَ مُتردّدة .. 
كأنّها خُطى امرأةٍ زُفّت .. 
إلى عريسها عُنوةً .. 

غصّت مُدُني بالحرمان .. 
والكلابِ المُنافقةِ .. 
وازدحمت شوارِعُها بالأغربةِ .. 
والمذاهبِ .. 
والأحزابِ السياسيّة .. 
والقصائدِ الخائنةِ .. 
والسّيوفِ الكاذبةِ ..
ومواكبَ مخاتير من القرن التّاسع عشر .. 

هذا الوطن نخونُهُ كلَّ ليلةٍ .. 
نوهمهُ بأنّهُ الوحيدُ .. 
والعظيمُ .. 
والخالدُ .. 
ونوهمهُ بأنّنا ندفعُ .. 
في سبيلهِ الغالي والرّخيص ..
فيُصابُ بجنونِ العظمة ..
كامرأةٍ قالوا لها ذاتَ يومٍ : 
أنتِ أجملُ النّساء .. 

د.ع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق