قلتُ لها :
هَرِمَتْ أحصنَتي ..
واحترقَتْ سُهولي ..
وَصارت جبالُ الشموخِ وديانا ..
تقطّعَتْ أوصالُ أحلامي ..
ومواسمي يَبِسَتْ قبل َالحَصاد ..
يا حبيبةُ :
كيفَ تُحلّقُ النّسورُ بلا أجنحَةٍ !!!
على جبالٍ بلا سُفوح ..
تختَنِقُ العباراتُ في خاطري ..
كَسفينَةٍ تغرقُ في بحرٍ هادئ ..
كَغروبٍ حزين ..
كَشجرٍ يَموت ..
أيُّها العمرُ الآفلُ ..
مثلَ العُمرْ ..
ها أَنا أُسرِّحُ العقلَ في هزائِمي ..
وانكساراتي ..
وأحدِّقُ في مذابحِ الأحلام ..
أُفتّشُ عن ضوءٍ ..
وعَن منافذَ ..
لِدمعٍ تحجَّرَ في العيون ..
ودَمٍ تجمَّدَ من صقيعِ الحُروب ..
يا حبيبةُ :
تعبتُ من ولائِم المآتِم ..
ومن أحكامِ النَّفيّ ..
والإقصاءِ .. والإعدام ..
تَعبتُ من السّيرِ في الغياب ..
في صحراءِ العُقول ..
تَعبتُ من الأعاصيرِ التي تقتلعُ الابتسامةَ ..
عن وجهِ طفلٍ يَتيم ..
يا حبيبةُ :
أجيءُ إليكِ أحملُ أوزارَ التّاريخ ..
وما نقشتهُ الخرافةُ في الوعيّ ..
والذّاكرةِ .. والرّوح ..
أحملُ زمنيَ المصبوغَ بلونِ الدّماء ..
أجلسُ إليكِ .. أشربُ قهوةَ الصّباح ..
وأقرأُ وجهي بوجهكِ ..
وأقرأُ سِفرَ الخروج ..
من لهيبِ المكان ..
د.ع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق