الاثنين، 16 يناير 2017

ما حاجتي للذَّاكرةِ ؟!



قلتُ لها :

هذه اللحظةُ تحتشدُ بالأفكارِ المُتوحِشّةِ والأنهارِ المُتوَحشّةِ ، تئنٌُ من ثقلِ الفسادِ في دمائِهم وفي دماءِ الوطنِ ، ما زلتُ أنتظرُ طلائعَ النُّورِ لكنَّ غبارَ أفكارِهم يغمرُني . 

لا أعرفُ لماذا أشعرُ كأنّني أُشبهُ بحراً معزولاً عن أمواجهِ أو أشعرُ أنّي كقصرٍ قديمٍ تداعت جدرانُهُ ، إلى متى سأبقى أنتظرُ الخلاصَ وأنا أخرجُ من كهفِ مِحنةٍ إلى كهفِ محنةٍ أخرى . ما حاجتي إلى الذاكرةِ .. ما حاجتي إلى التاريخِ ... ما حاجتي إلى الكتبِ والأشعارِ فالبشرُ كلُّ البشرِ من حولي أمواتٌ .

يا حبيبةُ كلُّ الأحلامِ التي تزورني مُتعبةٌ كأنها طيرٌ تاهَ عن السربِ ، أو كأنها أغصانٌ تهاوت حينما سرى السوسُ في جذعِ الشجرةِ .

 كم حاولتُ أن أفتحَ عقلي لهواءٍ جديدٍ ، كم حاولتُ أن أفتحَ صدري لشمسٍ جديدةٍ ، وكم حاولتُ أن أُجدّدَ رؤيتي إلى الأشياءِ من حولي لتبدو أكثرَ جمالاً لكنني كلما أمعنتُ النظرَ لا أجدُ الاَّ القبحَ ولا أجدُ إلا الظلامَ يُطبقُ من كلِّ صَوبٍ .

يا حبيبةُ ...
سأرحلُ مثلَ أبطالِ الأساطيرِ أبحثُ عن مياهٍ بعيدةٍ بعيدةٍ ، وأسألُ عن نارٍ تعُيدُ الطُهرَ لهذهِ الأرض . سأعبرُ هذه اللحظةَ محمولاً على سريرِ احتضاري أنظرُ إلى هذا العالمَ النظرةَ الاخيرةَ وأُلقيَ التحيّةَ الاخيرةَ لأنامَ بهدوءٍ .

د.ع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق