قلتُ لها :
ألمحُ السنينَ تتساقط ..
سنةً بعدَ سنةٍ ..
وألمحُ الأسماءْ تغيبْ ..
كالشّمسِ في ثوبِ الشّتاء ..
وأرى العرب .. بثيابِ النّوم ..
يودّعونَ عاماً من الغباءِ ..
ويستقبلون عاماً منَ الهبلْ ..
أيُّها الألمْ ..
كم يلزمُكَ منَ الوقت لتغادر جسدي .. وجسدَ المكان ؟
فقد تعبتْ عصايَ وتصدّعَ المكان ..
رسائلي تعثّرتْ بحُروبكم قبلَ أنْ تصلَ إلى القلوب ..
ألمْ أقل لكم إنَّ الفرح تأخرَ إلى العام الجديد ..
وأن العصافيرَ المُهاجرة ماتت قبلَ أن تحُطَّ على الغُصون ..
ها هم يضيئونَ القنابلَ احتفالاً بالظّلام ..
ها هم يُقيمونَ المشانقَ للحمام ..
تزحفُ عقاربُ الموتِ نحوي ..
ويزحفُ الوقتْ وأنامْ ..
فأرى بينَ الحُلمِ والحُلمْ قلعةً تسقط ..
وأحلاماً تُمزّقُها الرّيح ..
وفضاءً يضيقْ ..
ومآتمَ تستفيق على صوتِ النُعوشْ ..
وأرحاماً تقطعُ وصلها الأرحام ..
ما عادت الدّروبُ تقودُ إلى الدّروب ..
فهذا الليلُ أعمى ..
وذاكَ الليلُ مأوى للذّئابْ ..
د.ع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق