الاثنين، 16 يناير 2017

وجهانِ لضفتينِ .. لا تلتقيانِ !




قلتُ لها :

ما عادَ الجسدُ يستجيبُ لصوتي ..
وهذا المطرُ الذي يحملهُ السّيلُ إليّ لا يروي عطشي ..

كنتِ تدخُلينَ من نوافذِ ليلي مثلَ قُطعان الخيال .. 
وتسكنينَ الجسد ..

ها نحنُ وجهانِ لضفتينِ لا تلتقيان .. 
فقد تصدّعَ الجسرُ ..
واستسلمَ الجسدُ للغياب .. 

هل يكفي الماءُ والثّلجُ والبردْ لأغتسلَ من خطاياي ومن خطايا الجسد ..

يتسرّبُ الضّعفُ من روحي كجرحٍ ينزفُ دماً نقيّاً .. 
وأختبرُ النّار هل ما زالت تسري في الجسدْ ؟

هذا الحُبُّ ثقيلٌ ثقيلٌ كأنّهُ السّرُ يذبحْ ..
كيفَ لي أن أحملَ الماءَ بغربالْ ؟
وكيفَ لي أن أتماسكَ والآآآه تجرُّ الآآآه ؟  
كأنّها الأبدْ .. 

أيُّها الظّلُّ :
ما الفرقُ بيني وبينكَ ؟
أراكَ ترتجفُ كما ترتجفُ أطرافُ الجسدْ .. 
وأراكَ ترسمُ على الأرضِ صورةً لي .. 
لا روحَ فيها ولا جسدْ .. 

هامش : ما أشقى الإنسان حينَ يصبحْ ظلاً بلا وطنْ .. 
ما أشقى الظل حينَ يصبحُ بلا جسدْ ..

د.ع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق