قلتُ لها :
طلائعُ الخوف تتسلّلُ إلى الرّوح ، لا أحدَ يستطيعُ دفعها ، وهذا الحزنُ في داخلي يطردُ الحنينَ إلى الغائب الذي لن يعود ، فالسّماءُ أقفرتْ من الرّمالِ ، والصحراءُ أقفرتْ من النّجوم ، لا أعرفُ لمَ الكون صارَ مقلوباً ، فهذهِ الأوديةُ السّحيقةُ تجرفها السّهول ، وهذا الخريفُ يزحفُ نحوَ الرّبيعْ ، وهذا الرّبيعُ يتخلّى عن الحلمِ بعدَ أن جفَّ الضّرعُ وغضبَ الرّبُ ، وأمحلتْ العُقول .
أيُّها المصيرُ لمَ أنتَ شاحبٌ هذا المساء ، هل يئِستَ من الانتظار ؟ أم ما زالَ ظلُّ الضّحايا يُطاردكَ كصرخةِ شهيد ؟
يبدو أنَّ اللوحةَ لم تكتمل ، ويبدو أنَّ المسرحيّةَ لم تكتمل ، ويبدو أنَّ الرّوايةَ لم تكتملْ ، ويبدو أنَّ الحربَ لم تكتمل ، ليتني أعرفُ ما الفرقُ بينَ الحربِ والفَن ؟
أيُّها الشرقُ الأعمى المُضرّجُ بالحروب ، لا تنتظر الضّوء ، فكلُّ الوجوهِ بلا عيون ، لم يَعُدْ في البئرِ ماءٌ ؛ فالبئر لا قعرَ لهُ ولا قاعا، وهذا الموتُ الرّاعدُ يُقيمُ الولائمَ على ضفافِ النّهرينِ والبحرينِ ، ويدعو القمرَ ليُقيمَ طُقوسَ البُكاءِ على الغريقْ .
هامش : هل تعلمونَ من الذي سرقَ النّار من مواقد الحكمة ..
د.ع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق