قلتُ لي :
كأنّك مدينةٌ بلا أحياء ، شوارعُها مزدحمةٌ بالأموات ، ومُضاءَةٌ بالجماجمِ والأضلاع ، لا يطرقُ ليلَها شُعاعُ قمر ، ولا يزورُها الفجرُ إلّا مرّةً كلَّ عام ، ليطمئنَ على الأموات ؛ هل ما زالوا أمواتا ؟
كأنّك ينابيعُ عطشى ، ظمأى إلى الماء ، وهي مهدُ الماء ، وكأنّك سلالمُ بلا أطراف غيرُ صالحةٍ إلّا للصُّعودِ نحوَ الأسفل .
لمَ تُعاندُ رياحَ الهزائمِ ؟ أما تعبتَ من أعاصير الظّلام ؟ وعقلكَ هل ما زالَ ضائعاً في متاهةِ الأفكار ؟ كم قلتُ لكَ : إنَّ هذا الوطن لم يعُد صالحاً أن يكونَ حمى ؟
ماذا تبقّى من قُواك حتّى تعصرَ اللفظ لتمُصَّ الحشراتُ رحيقَ المعنى ؟ لا أعرفُ هل المعاني تولدُ في بلادي ميّته أم هل المعاني أصبحت منفيّة ؟
لا تُحاول أن تستعيدَ اللحظة ؛ فاللحظاتُ المسروقةُ لا تعودُ أبداً ، اطوِ أشرعة السُّفُن ؛ فبحارُكَ بلا مرفأ ، وعبيرُكَ بلا عطرٍ ، وليلُكَ بلا فجرٍ ، وطلُّكَ لا يُحيي الأشجار بعدَ موتها ؛ فالأشجارُ حينَ تموتْ تصبحُ حطباً ؛ فلا تُحاول أن تعصُرَ الغَيم ؛ فالعقولُ تحجّرت وأصابها اليباس .
متن : هكذا هي المُدن التي يبتلِعُها الظّلام .
د.ع
كأنّك مدينةٌ بلا أحياء ، شوارعُها مزدحمةٌ بالأموات ، ومُضاءَةٌ بالجماجمِ والأضلاع ، لا يطرقُ ليلَها شُعاعُ قمر ، ولا يزورُها الفجرُ إلّا مرّةً كلَّ عام ، ليطمئنَ على الأموات ؛ هل ما زالوا أمواتا ؟
كأنّك ينابيعُ عطشى ، ظمأى إلى الماء ، وهي مهدُ الماء ، وكأنّك سلالمُ بلا أطراف غيرُ صالحةٍ إلّا للصُّعودِ نحوَ الأسفل .
لمَ تُعاندُ رياحَ الهزائمِ ؟ أما تعبتَ من أعاصير الظّلام ؟ وعقلكَ هل ما زالَ ضائعاً في متاهةِ الأفكار ؟ كم قلتُ لكَ : إنَّ هذا الوطن لم يعُد صالحاً أن يكونَ حمى ؟
ماذا تبقّى من قُواك حتّى تعصرَ اللفظ لتمُصَّ الحشراتُ رحيقَ المعنى ؟ لا أعرفُ هل المعاني تولدُ في بلادي ميّته أم هل المعاني أصبحت منفيّة ؟
لا تُحاول أن تستعيدَ اللحظة ؛ فاللحظاتُ المسروقةُ لا تعودُ أبداً ، اطوِ أشرعة السُّفُن ؛ فبحارُكَ بلا مرفأ ، وعبيرُكَ بلا عطرٍ ، وليلُكَ بلا فجرٍ ، وطلُّكَ لا يُحيي الأشجار بعدَ موتها ؛ فالأشجارُ حينَ تموتْ تصبحُ حطباً ؛ فلا تُحاول أن تعصُرَ الغَيم ؛ فالعقولُ تحجّرت وأصابها اليباس .
متن : هكذا هي المُدن التي يبتلِعُها الظّلام .
د.ع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق