قلتُ لها :
جسدي يمتلئُ بالجنون والرّغبةِ كأنّهُ البحرُ…
وحُضنكِ يا حبيبةُ موجٌ يقرأُ أسرارَ هذا البحر ..
كم أخشى أن يتمدّدَ الصّقيعُ في أعماقي ..
فيهدأُ جموحي وتتوقفُ مشاعري عن الغِناء ..
لا أستطيعُ أن أنظرَ إلى هذا العالم المُمتلئِ
بالدّمِ الغارقِ في الظّلامِ السّاكنِ ..
في الغباءِ ، سأغلقُ كلَّ النّوافذِ .. وكلَّ الأبوابِ ..
وكلُّ ممرّاتِ الرّيح ..
تهجرُ شفتينا يا حبيبةُ الابتسامات ..
تأخُذنا سنواتُ الحربِ إلى العُزلةِ ..
فكُلُّ قواربِ النّجاةِ محاصرةٌ ..
وهذهِ رحى الدوّامةِمتوحّشةُ .
تدورُ بجنون ...
يسألني طيفُ أمي حين يأتيني ليلاً :
لمَ تقتلونَ الضّوءَ في النّهار ؟
لمَ تزرعونَ الشّحوبَ في القمر ؟
لمَ تحجبونَ السّماءَ عن الأرض ؟
لمَ ترتدي الشّمسُ في شرقكم السّواد ؟
نحنُ يا أُمّاهُ نقيمُ في السّجنِ الكبير ..
تحملنا العقائدُ والأفكارُ إلى ذرى الظّلام ..
نتأرجحُ في الفضاءِ الغريق ..
مثلَ نسورٍ بأجنحةِ العصافير ..
د.ع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق