قلتُ لها :
هل للموتِ معنى ؟
وهل لموتي قيمة ؟
هناكَ من ماتَ في سبيلِ الذّهب ..
وهناكَ من ماتَ في سبيلِ الأرض ..
وهناكَ من ماتَ في سبيلِ قضيّة ..
وهناكَ من ماتَ من أجلِ رغيفِ خُبزٍ ..
أو قبلة ..
أسألُ نفسي ..
لمَ كنتَ تفكّرُ بأنَ تموتَ من أجلهم ؟
وكم فكّرتَ بأن تموتَ من أجلها ؟
من فكّرَ بأن يموتَ من أجلك ؟
كنتُ أعتقدُ أن الزهرةَ الحمراءَ المزروعة في حديقتي ..
تفيضُ عطراً ..
كنتُ أحسبها زهرةَ العُمرِ ..
فإذا الزّهرُ كالبشرِ ..
وإذا للزّهرِ فحيحٌ ..
لا يفيضُ إلّا سُمّاً ..
يدي ممدودةٌ إليها كأغصانِ الزّيتون العتيق ..
ويدُها نحوي مقطوعةٌ كالمطرِ هذا العام ..
يدي إن شحَّ الماءُ تنزفُ دماً ..
فتسقي السنابلَ والزنابقَ والياسمين ..
هل ما زلتَ تؤمنُ بأنَّ أحداً سيموتُ من أجلكَ ؟
وأنتَ كلَّ يومٍ تموت ..
وتعلّمُ النّاسَ معنى أن تموت ..
الخبزُ الذي كانَ يهزمُ جوعي ..
لم يكن من سنابلي ..
الخبزُ الذي كان يهزمُ جوعي ..
لم يكن من تلكَ السنبلة ..
التي تفتّحت بينَ يدي كالأقحوان ..
سحابةٌ غريبةٌ تحجبُ عنّي يداً ..
كنتُ أحسبُها يداً ..
ماؤها مالحٌ مُرٌّ ..
كأنّهُ ينبعُ من قبرٍ قديم ..
من يبتاعُ أحلامي ؟
لم أعُد أحتاجُ إليها ..
فهي كالحذاء القديم ..
كلُّ العصافير التي كانت ..
تُقيمُ على أغصانِ تلكَ الشجرةِ تموت ..
كما يموتُ قُبيلَ الشهرِ الأول
الجنين ..
الدّروبُ التي تمرُّ بها أيامي موحشة ..
كالظّلامِ المُخبأ في ابتسامةِ عينيها ..
عقاربُ عمري تدور ..
عكسَ عقاربِ السّاعةِ ..
متى تتوقّفُ عقاربُ السّاعاتِ عن الدّوران ؟
فلا يأتيني ليلٌ ..
ولا يُلقي عليَّ السّلامَ نهار ..
عاريةٌ تلكَ الشّجرة ..
جُذورها يأكُلها الصّدأ ..
كأنّها امرأةٌ عجوزٌ عجوزْ ..
تنتظرُ الموت ..
كما ينتظرُ الشّمسَ الغُروب ..
د.ع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق