خطأٌ فادحٌ :
معالي وزير التربيةِ والتعليمِ يجعلُ مادةَ اللغةِ العربيَّةِ ( التَّخصصِ ) مادةً اختياريَّةً للحصولِ على الثانويَّة العامَّةِ ( للفرعِ الأدبيِّ ) .
حين قرأتُ هذا الخبرَ أو هذا القرارَ أُصبتُ بصدمةٍ كبيرةٍ ، وضربتُ كفَّاً على كفٍّ ، ثم وضعتُ رِجلاً على رِجلٍ ، وضحكتُ كثيراً ؛ فقد خِلتُ أنَّ معالي الوزيرِ يُخبرنا بنكتةٍ أو بطُرفةٍ ؛ فكيف لي أن أتصوَّرَ الفرعَ الأدبيَّ في الثانويَّةِ العامَّةِ لا يدرسُ تاريخَ الأدبِ أو البلاغةَ العربيةَ أو النحوَ أو الصَّرفَ ، وكيف لي أن أتخيَّلَ كشفَ علاماتِ طالبِ الفرعِ الأدبيِّ خالياً من مادةِ اللغةِ العربيَّةِ التي جعلتْ للفرعِ الأدبيِّ قيمةً ومعنىً ، وكيف لي أن أتصوَّرَ الفرعَ الأدبيَّ بلا أدبٍ ولا نقدٍ .
إنَّني على يقينٍ تامٍّ أنَّ 75% من الشعبِ الأردنيِّ لا يجيدُ اللغةَ العربيَّةَ : إملاءَها ، ونحوَها ، وصرَفها ، ولا يتذوَّقُ شعرَها ، ولا يُميِّزُ بين الأجناسِ الأدبيَّةِ ، ولا يعرفُ الفرقَ بين المُعلَّقاتِ والمُجمَّداتِ ، ولا يميِّزُ بين المجمهراتِ والمشويَّاتِ .
ولعلَّني لا أُبالغُ إذا ما قلتُ : إنَّ نسبةً عاليةً جداً من سكَّانِ الأردنِ مصابةٌ بداءينِ : داءِ السكريِّ وداءِ ضعفِ اللغةِ العربيَّةِ إلا النُّوابَ والوزراءَ فإنَّهم يعرفونَ مواضعَ الرَّفعِ ، ويعرفونَ متى ينصُبونَ ، ويُتقنونَ جرَّ الشَّعبِ وسحقَهُ .
د.ع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق