الأحد، 18 فبراير 2018

النَّرجسيَّةَ العربيَّة



قلتُ لها :

لماذا نذهبُ بعيداً في جرائمنا ؟
ولماذا نحجُبُ عيوبنا الأخلاقيّة ؟
ولماذا نسيرُ كالقطيع .. 
ونستجيب للقتلةِ .. 
ولأعمالهم الوحشيّةِ ؟
هل رأيتِ يا حبيبةُ يوماً أنَّ
الدُّولَ الديموقراطيّة تحارب بعضها ؟
هل سألتِ نفسكِ يوماً :
لمَ كلُّ المآسي تَحدثُ في دُولِ الظّلامِ والديكتاتوريّة ؟

حاولتُ أن أخرجَ من غابةِ الأسئلة ؛ فإذا بي إزاءَ سؤالٍ عجيب : 
لماذا نُجيدُ المديح لأنفُسنا حتى الدّرجة القُصوى ؟
ولمَ نحنُ مثاليون أكثر من الفلسفةِ المثاليّة ؟
هل هي مشكلة ثقافيّة ؟
هل نحنُ مجتمع نُخَبٍ فكريّة وثقافيّة وحسب ؟
أو هل لدينا مشكلة بمفهوم الإنتماء ؟
أين يتّجهُ انتماؤنا ؟ 
هل يتّجهُ إلى الطبقة الاجتماعيّة ؟
هل هو جهويٍّ ؟
هل هو عائليّ ؟
هل هو قَبليّ ؟
أم هل هو دينيّ .. عقائديّ ؟

لا أعرف رُبّما نعيشُ حالةً من التّهميش أو التبسيط للقيم والأفكار والمبادئ والأساليب . 

يا حبيبةُ : 
يبدو أنّنا استبداديون أكثر من السُلطة نفسها ، ويبدو أنّنا متطرّفون لأفكارنا الموغلة في القدمِ والتّاريخ ، ويبدو أنّنا حديثو الولادة ، لم نُتقن بعد الكلام ، أو إنتاج الخطاب ، وما زلنا لا نستطيع السّير والخروج من غرفة التلقين الأيدولوجي والعقائدي والقَبلي والجِهوي .

ويبدو أنّنا لا نُجيدُ إنتاجَ مشروعٍ نهضوي حقيقي ، رُبّما نعيشُ مشكلة على مستوى المكوِّن الرئيسي للهويّة ، لعلّنا لم نخرج بعد من الغُرفة المُعتمة ، ولم نخرج بعد من تلكَ النرجسيّة القاتلة . 

د.ع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق