الاثنين، 27 مارس 2017

سأمتطي ظهرَ الكلام ..



قلتُ لها : 

سأمتطي ظهرَ الكلام .. 
بيدي اليمنى حرفٌ كالسّيف .. 
وبيدي اليسرى علامةُ استفهام .. 
كأنّها منجلٌ مرميٌّ على قارعةِ هذا الوطنِ السكران .. 
تنتظرُ مواسمَ الحصاد .. 
ولا حصاد .. 
تشتاقُ إلى الحُقولِ .. 
ولا حقول .. 

سأمتطي صهوةَ الكلام .. 
وأُعلنُ الثّورةَ على كل الأرقام .. 
فمنذُ خمسينَ عام ..
وهم يسرقونَ من سمائِنا المطر .. 
ومن نوافذِنا النور .. 
ومن ضلوعِنا الفرح .. 
ومن سنابِلنا القمح .. 
ومن آثارِنا يسرقونَ التاريخ .. 

سأمتطي صهوةَ الكلام .. 
وأُعلنُ على الملأ .. 
أنَّ هذا الوطنَ أمسى بلا أنفٍ أو عيون .. 
يمشي في الفراغِ عارياً .. 
ذابلَ الجسدِ بلا أقدام .. 

سأمتطي صهوةَ الكلام .. 
لأُعلنَ للملأ : 
أنّ نقودَنا في جيوبِهم .. 
وطعامنَا في أحشائِهم .. 
وجوعَنا سورٌ لقصورِهم .. 
ودموعَنا مطرٌ يسقي حدائقهم .. 
وعُرِّي أجسادِنا ثِيابَهم .. 
وجلودَنا أحذيةٌ لأقدامهم .. 
وكآبتنَا هي الفرحُ في قلوبهم .. 

سأمتطي صهوةَ الكلام .. 
قبلَ أن أنام لأقول :
سيأتي يومٌ لا نجدُ فيهِ : 
رغيفاً لنأكل .. 
أو دفتراً لطفلٍ يرسم .. 

هامش :
ما أقسى أن يجتمعا في وطنٍ واحدٍٍ : 
الجوعُ والجهل .. !

د.عاطف الدرابسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق