قلتُ لها :
تقتلني تلكَ اللحظاتُ
التي أُودِّعُ فيها الشتاء
ألوذُ إلى المنفى العتيق :
صمتي وعينيكِ
تقتلني تلكَ اللحظاتُ
التي يزحفُ فيها إليَّ المساء
فتتأججُ في خاطري الأحزان
وأسمعُ خُطى الموت
تقتربُ نحوي باشتهاء
تأخذني إلى بحرٍ بلا شطآن
وأنا الذي أغرقُ في كأسِ ماء
أمُّد يدي الضامرةَ
من بينِ الأمواج
فتحجبُها لُججُ الظَّلام
وأغيييبُ ..
ثم أغيب ..
ثم أغيييب ..
في الأعماق
غيبةَ الأنبياء ..
أنتظرُ هناك
كما تنتظرُ أشجارُ الخرِّيفِ
قطراتِ الماء
كما ينتظرُ الأطفالُ
يومَ العيد
أنتظرُ ..
ثم أنتظر ..
ثم أنتظر ..
ذاااكَ القادمَ من بعيدِ البعيد
يحملُ شعلةَ نار
وحفنةَ تراب
يقفُ أمامَ الجسدِ الهامدِ ؛
الأرضِ القفراء
ينثرُ الرَّماد
فتصرخُ الأرضُ
صرخةَ الولادة الجديدة :
ألف ..
لام ..
ماااء ..
د.عاطف الدرابسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق