أيُّها الشعبُ العربي القديم :
أنا الوصيُّ عليكم ..
وأنا النبيُّ ..
وأنا الوحي ..
وأنا الإلهُ والكتاب ..
أنا وليُّ الأمرِ ..
وأنا الحاجبُ والملكُ ..
أفتحُ لكم كلَّ الأبواب ..
وأُغلق لكم كل الأبواب ..
إن شئتُ منحتكم الحريّة ..
وإن شئتُ جعلتكم تسكنون العذاب ..
أنا صاحبُ المزرعةِ ..
وراعي القُطعان ..
أجلسُ من خلفي جيادٌ ..
ومن أمامي جيادٌ .
ومن فوقي سحائبُ وبرقٌ ..
وبيدي زمامُ الكلاب ..
لي ألفُ أذنٍ .. وألفُ عينٍ ..
وألفُ ألفُ معدةٍ لا ترحم ..
وألف نابٍ ، وفي كلِّ ناب ألفُ ناب ..
كلَّ يومٍ يصدرُ لي كتاب ..
كلُّ سطرٍ فيهِ كُتبَ بسوط ..
وكلُّ علامةِ ترقيمٍ دُقّت بمطرقة ..
في الصّفحةِ الأولى مُقدّمةٌ للموتِ ..
وفي الصفحةِ الأخيرة كلُّ كلمةٍ سجنٌ وكلُّ سطرٍ قضبان ..
أنا الرُّبان أقودُ السفينةَ من بحرٍ لبحر ..
ومن لونٍ للون ..
أُواجهُ الاعصار بالشعبِ ..
وأواجهُ الشّعبَ بالبُسطار ..
أيُّها الشعبُ القديم :
أنا الوحيدُ الذي يعلم ما يجري ..
وما لا يجري ..
وأنا الوحيدُ الذي يعلمُ ما يلزم العرب وما لا يلزم ..
أنا لو تعلمون القائدُ الذي لا يحكم ..
والكاتبُ الذي لا يكتبُ ..
والمعلمُ الذي لا يُعلّمُ ..
وأنا الخائن الذي باعَ الوطنَ بثمنٍ حقير :
كرسيٍّ بدونِ ظهرٍ ... ودونِ أقدام
د.عاطف الدرابسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق