قلتُ لها :
أنا في دورةِ أحزاني ..
تُحاصرُني الخطايا
كأنَّها الحكايا ..
حين كانت تُفرِحنا الحكايا
أخشى أن تتركني وحيداً ..
وتتبعَ ظِلِّي
وأمضي جسداً
بلا مكانٍ ولا زمان
كلُّ الأمكنةِ خائنة
وكلُّ الأزمنةِ خارجَ الوقت
أبحثُ عن ملامحِ طفولتي
في ظِلالِ شيخوختي
فأفقدُ ما تبقَّى من عمري
ذليلاً ..
كأنَّني صحراءُ خاليةٌ
إلا من أشواكِ الخيانة ...
كلُّ الوجوهُ تماثيلُ صامتة ..
تعرفُ الحقيقة
ولا تقولُ الحقيقة
تخافُ أن تخاف
كأنَّها في حالةِ رُقاد
أو كأنَّها أسيرةٌ
من غيرِ حربٍ
أو عِراك ..
نأى بها الطَّريق
فضلَّت الطَّريق
واستفاقت في كهفٍ مهجور
يحرُسُهُ كلب
لا يُشبهُ الكلاب
عيناهُ بلونِ البَحر
وشعرُهُ بلونِ قمحِ بلادي
قُبيلَ الحَصاد
فُتِّحت له أبوابُ الشرق
تنزَّلت عليه قطراتُ الذَّهب
تفجَّرت الأرضُ
بينَ يديهِ ذهب
وحينَ الرّحيل
تركَ الشرّق قابلاً للموتِ والانتحار
والقُصورَ قبوراً
والصحراءَ مدافنَ للفناء
سئمتُكَ أيُّها الشّرق الذي تحترقُ
كامرأةٍ تنهار
سأبحثُ عن مكانٍ معزول
لا تزورهُ الغُيومُ الحزينة
ولا يسكنهُ القطيعُ والعبيد
أُمّاهُ
أخرجي يديكِ من نومكِ العميق
وضمّيني كالأطفال
فقد سئمتُ هذهِ الأرضَ
وهذا الذُّل المُتناسلَ فينا
كالبعوض
وهذا الخوفَ الذي يُقيمُ في الصّدور
كأنّهُ جسورٌ لا تصلحُ للعُبور
أُمّاهُ
دعيني أغفو بينَ رمادِ جسدكِ
لأستيقظَ كالفينيق
أحملُ بيدٍ ناراً
وبيدٍ أحملُ وردةً حمراء
لعلّني أُعيدُ الشّمسَ للشّرقِ الحزين
وأطردُ من العيونِ الحزينةِ الدُّموع
وأُعيدُ للعصافيرِ الغناء
د.عاطف الدرابسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق