قلتُ لها :
لم أَعُد أعرفُ لونَ الوقت ..
ولا أعرفُ ماذا يقولُ الشّجرُ لنافذتي ..
أُحاولُ أن أتسلّقَ الكلام ..
كما يتسلّقُ المُغامرونَ الجبال ..
أو كالطُّغاةِ حينَ يسرقونَ الفُقراء ..
وعدتُكِ أن لا أعودَ إلى عينيكِ ..
كما يعودُ الحزنُ إلى العيون ..
أو كما يعودُ إلى العقولِ الجُنون ..
فيتكاثرُ فينا كما تتكاثرُ الخلايا ..
ألفُ إله ..
وألفُ نبيّ ..
وألفُ كتاب ..
هذا الوطنُ المُمتدُّ من المُحيطِ إلى الخليج ..
ومنَ الأرضِ إلى السّماء ..
سجنٌ كبيرٌ ..
كلُّ زنزانةٍ فيهِ مطليّةٌ بطلاءٍ أسود ..
إلّا واحدةٌ مطليّةٌ باللون الرمادي ..
هذا الوطنُ المُمتدُّ من اليسارِ إلى اليمين ..
ومن المُعتزلةِ إلى داعش ..
ساحةُ حربٍ وخيانات ..
يدخلُ طقوسَ النّار بكأسِ خمرٍ وراقصةٍ وبرميلِ نفطٍ وسجادةِ صلاة ..
أيُّها المجهولُ الذي يبيعُ الأعرابَ أوطانهم ..
لن تسرقَ الضّوءَ من أقصى أبجديتي ..
ولن تُغيَّرَ وجهَ الله في ذاكرتي ..
د.عاطف الدرابسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق