قلتُ لها :
بعضٌ من أحزاني تسري في عروقِ الحجر ..
فيبكي من وجعِ الحزنِ الحجر ..
تخبو الأماني مثلَ أحلامِ رجلٍ محكومٍ بالاعدام ..
أو مثلَ وطنٍ تحرقهُ الخياناتُ ..
ويُباعُ للغريبِ ..
كما تبيعُ امرأةٌ جسدها لليلِ والرّصيف ..
حينَ ينطفئ النّورُ في عيونِ الوطن ..
وينبتُ الرّبيعُ في منتصفِ آذار ..
بلونٍ أصفر ..
فاعلمي يا حبيبةُ أن الزّيتَ فاسد ..
أمدُّ إليهم حبلَ الرّجاء ..
وأتضرّعُ بالدُّعاء ..
فيقطعونَ حبلَ الرّجاءِ ..
ويحجبونَ الهواء عن الدُّعاء ..
فيموتُ في الأُفقِ الدعاء ..
سأحُكُّ الحرفَ بالحرفِ ..
لينبثقَ من رحمِ الكلم الشّرر ..
فيزحفُ الضوءُ نحوَ الشرقِ ..
وتشرعُ الأرضُ بالدّوران ..
ويعودُ الوقتُ للزّمن المقهور ..
ويهطلُ المطر ..
ليُعيدَ النُّقاطَ للحروف ..
ويعود ذاك الخليفةُ المخلوع ..
إلى عرشِ الماءِ ..
يذُبُّ عن الترابِ غبارَ الموت ..
يا حبيبةُ حينَ أكونُ خارجَ الموج ..
أجهلُ كيفَ يثورُ البحرُ ..
وحينَ أكونُ خارجَ القمر ..
لا أقرأُ ما يكتبهُ على الرّمالِ المدُّ ..
وحينَ أكونُ خارجَ الشمس ..
لا أعرفُ كيفَ تتفتّحُ الزُّهورُ ..
ويبتسمُ في وجهِ الأرضِ الرّبيع ..
اعذريني يا حبيبةُ ..
ان أخطأتُ في قواعدِ الإملاءِ ..
ما زلتُ إلى الآن منذُ الصّفِ السادسِ الابتدائي أجهلُ :
قواعدَ الهمزِ ..
وقواعدَ الغمزِ ..
وقواعدَ الرّمزِ ..
وأجهلُ الف البكاء..
وأجهلُ كيفَ يكتبونَ الألفَ الممدودةَ والألفَ المقصورة ..
فمنذُ أن وُلدتُ في الشّرقِ ويدي كالمُتسوِّلينَ ممدودة ..
وكالجُبناءِ مقصورة ..
وألفي ما كانت يوماً أصيلةٌ ..
فهي مُنقلبةٌ مثلَ وجوهِ الشيوخِ والحُكّامِ والملوكِ والأمراء..
إمّا عن واوٍ وإمّا عن ياءٍ ..
آآآآهٍ يا حبيبةُ ..
ليتكَ تُعيدينَ لي صدر أُمّي ..
فكم .. كم أنا محتاجٌ في هذا الزّمن المجنون إلى البُكاء ..
د.عاطف الدرابسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق