(1)
هذا الصَّخرُ
كيف يُسافرُ فيه الماءُ
ليُعيدَني حيَّاً ؟
(2)
بعدَ غيبةٍ
أسألُ عنِّي
كأنِّي لستُ منكِ
أو كأنَّكِ لستِ منِّي !
(3)
بُعثتُ فيكُم
وما أنا منكُم
لأُعلِّمَكم
كيفَ تُباعُ الأوطان
وكيفَ تبكي السُّهولُ
وكيف تموتُ عطشاً
الشُّطآن !
ثمَّ أُعلَّمكُم
ثقافةَ النِّسيان !
(4)
بُعثتُ إليكُم
لأُحييَ الموتى
وما أنتُم بموتى !
(5)
بُعثتُ فيكُم
لأُوحيَ لكم بالسِّرِّ
وكيف خرجَ الضَّميرُ
من الضَّميرِ
كما تخرجُ الرُّوحُ من الجسدِ
لتَحِلَّ في الحجر !
فيصرخُ من شدَّةِ الظُّلمِ
الحجرْ !
كم تمنيَّتُ أن آتيَ إلى هذه الحياةِ
على هيئةِ حجرْ !
وهل يخلدُ في هذا الزَّمنِ الفاسدِ
إلا الحجرْ ؟
(6)
أُحاولُ أن أمضي
باتجاهِ دولةِ البرقِ والرَّعدِ
أتبَعُ خُطى المطر
وأنظرُ كيف يتغيَّرُ
وجهُ الأرضِ
وكيف تحبلُ بالأسرار !
وأتأمَّلُ كيف يموتُ
على حواشي الرِّمالِ
الموجُ !
ويصمتُ عن البوحِ
آخرُ بحر !
(7)
أُحاولُ أن أشُقَّ الطُّرق
كي يعبرَ الهواءُ النَّقيُّ
إلى رئاتِ العصافيرِ
ورئاتِ الحَمَام !
أُحاولُ أن أُشعِلَ النِّيرانَ
في المياهِ المالحةِ
لأحفرَ الأنفاقَ
في صدرِ الظَّلامِ !
وأكتبُ على وجهِ القمرِ
آخرَ الوصايا :
لا تضعوا العسلَ في السُّمِّ
فيفسدَ السُّمُّ
في خلايا الدَّمِ
ويحلو المَرارُ في الفمِ
فأعودُ إلى الجاهليَّةِ الأولى
أتبعُ شيخاً وقبيلةً
وأُصلِّي خاشعاً
للصَّنمِ !
د.ع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق