قلتُ لها :
هذا الزّمنُ
لا مكانَ فيهِ للكلمة
ولا فيهِ متَّسعٌ للأفكار
كأنّهُ سماءٌ سوداءُ
بلا غيوم ...
هناك ...
الرِّمالُ لا تسمعُ
والخلجانُ
في حالةِ تيهٍ
والماءُ
كلُّ الماءِ راكدٌ
كأنَّ الجزيرةَ
بلا ذاكرةٍ
وبلا عيون ..
هناك ..
لا طريقَ للأحلامِ
وكيف تعبرُ الأحلامُ
والصَّباحُ ما زالَ
في نومٍ عميق
والطَّريقُ
إلى الطَّريقِ
بلا طريق ؟
هناك ...
لمحتُ الأغصانَ
تُغادرُ الجذوع
وأجنحةُ الطُّيور
رأيتُها بلا طيور ...
هناك ...
الصَّحراءُ
ماتَ في صدرِها
الضَّمير
والرِّيحُ لا تعرفُ
الجِهات
فسألتُ نفسي :
كيف للسَّفينةِ أن تجري ؟
وكيف للموجِ أن يسير ؟
هناك ..
في بلادِ الهجيرةِ
والحقدِ
والتكفيرِ
ليسَ للرَّبيعِ
مكانٌ
ليسَ للذاكرةِ
مكانٌ
ليسَ للحاضرِ
ماضٍ
وليسَ للماضي
حضور
فسألتُ نفسي :
كيفَ أتنبَّأُ بمستقبلٍ
حاضرَهُ مُفتَّتٌ
وماضيهِ
خارجَ العقول ..
هناك ..
أشعرُ بالقيءِ
يتلاطمُ
في أعماقي ؛
فالشَّمسُ قاسيةٌ
تضرِبُ الرُّؤوس
تقسو على الرَّملِ
والشَّجر
تستنزِفُ الماءَ
من الجذور
فيهربُ الظَّلُ
من الشَّجر
ويسكنُ الخوفُ
قلبَ الماء
فلا الماءُ
يجري
ولا تتغيَّرُ هناكَ
الأشياء ..
د. عاطف الدرابسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق