يسألني المطرُ النَّازلُ على الأرضِ :
لِمَ صارت هذه الأرضُ غريبةً عنَّي ؟
كأنَّي ما عرفتُها منذ بدءِ الخليقةِ ..
كانت عذراءَ ..
طاهرةً ..
تتعزَّلُ بها كلُّ آلهةِ السَّماء ...
كانت كالعروسِ ...
تتزيَّنُ لكلِّ الفصول ..
كانت مثلَ امرأةٍ ولود ..
كانت تحتضنُ نُطَفِي ..
كلَّ شتاء ..
وتدور ..
ويتعاقبُ عليها الليلُ والنٌَهار ..
تحرسها الشمسُ ..
كأنها ملكةٌ ..
تجلسُ على عرشِ الكونِ ..
وعينُ السماءِ تهبها النور ..
وكتائبُ الغيومِ جنودٌ
تحرسُها من عينِ النِّجومِ ..
فتبكي النُّجومُ ..
كان ترابُها وطينُها المجبولُ بمائي أصلَ الحياةِ ..
ألستم من طينِها ؟
من ترابِها ؟
ألستم أنتم هي .. وهي أنتم ؟
هل يحرقُ الشيءُ نفسَه ؟
مالذي غيَّرَ وجهَ الأرضِ ؟
من سرقَ طُهرَها ؟
من نهبَ خصبَها ؟
من يبَّس زرعَها ؟
من جفَّفَ ضرعَها ؟
من اغتصبَ عِرضَها ؟
من لوَّثَ شرفَها ؟
هل ما زالت طاهرةً
كعذراءِ المسيحِ ؟
كي تأوي إليها أجسادُكم
بعد أن ترتقي الروحُ ؟
د.ع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق